منحوتات معاصرة
لمعندما يُذكر فن النحت لا شك أن تُذكر منحوتة المفكر الفنان الفرنسي أوغست رودان والتي أنجزها في عام 1902 من البرونز بقاعدة من الرخام، وتمثّل رجلاً يتكئ على يده في وضع تأمل. لهذا التمثال نُسخ كثيرة في باريس وتايوان وفي عدد من الولايات الأمريكية وبلجيكا، ويعد من أهم المنحوتات المعاصرة التي تميزت بالدقة والحرفية المتناهية.
إن عمل رودان البرونزي الذي صُب في قوالبه في القرن العشرين، بينما صُنع أول قالب جصي له في القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عام 1880، جعل من طلاب أوغست رودان ومعاصريهم من النحاتين يحاولون أن يحذوا حذوه في الدقة والسبق، إذ شهد له كثيرون بأنه أكثر تقدمًا من زملائه، وحتى طلابه.
عبير الفوزان
 |
أمي العنكبوت
تعد هذه المنحوتة من أروع المنحوتات الحديثة وهي للفنانة الأمريكية الفرنسية الأصل لويز بورجوا والتي عُدت في عام 2010، وهو العام الذي توفيت فيه، ضمن لائحة أكثر النساء تأثيرًا في العالم، وذلك يعود لمنحوتتها الرائعة والعملاقة «مامي» أي أمي، التي جاءت بشكل العنكبوت. ويعود سبب تسميتها مامي لأنها ترى في العنكبوت ملامح من أمها التي كانت مفيدة، وكانت درعًا واقيًا بالنسبة لها ولأشقائها. أنجزت هذه المنحوتة في عام 1999، وعُرضت لأول مرة عام 2000. وبطن مامي وصدرها مصنوعان من البرونز، ويبلغ ارتفاعها أكثر من 30 قدمًا. عُرضت المنحوتة في مزاد كريستيز، حيث وصل سعرها إلى أكثر من 4 ملايين دولار، فصُنفت لويز بذلك من أعلى النحاتين أجرًا. عندما توفيت لويز وضعت «أمي العنكبوت» على قبرها لعدة أيام، ثم عادت المنحوتة للتنقل بين المتاحف والساحات العالمية. . |
 |
وحيد الشكل
هذا العمل للنحاتة البريطانية باربرا هيبورث أنجر في عام 1964 تخليدًا لذكرى صديقها الذي توفي في حادث تحطم طائرة في عام 1961، ولقد صُنع «سنقل فورم» أو وحيد الشكل من حديد التسليح، ثم صُب فوقه البرونز، ويبلغ ارتفاعه 21 قدمًا. إن عملها كان تجسيدا للحداثة والوفاء، لذا عُد من أشهر المنحوتات في القرن العشرين. والغريب أن إحدى نسخ المنحوتة في لندن قد تعرضت للسرقة من قبل تجار الخردة، ويعزو بعضهم ذلك للاستفادة من الحديد والبرونز اللذين صُنعت منهما... |
 |
العين
للفنان البريطاني توني تاسيت، بُنيت هذه المنحوتة التي يبلغ ارتفاعها 30 قدمًا من حديد التسليح، والألياف الزجاجية، وتكونت من 24 قطعة ركبت مع بعضها كأسلوب بناء المنازل. أنجز هذا العمل في صيف 2010، وعُرضت المنحوتة في حديقة في شيكاغو، وهي تمثل مقلة زرقاء ذات شرايين حمراء، ولقد طليت بمادة تجعل المقلة رطبة وكأنها حية. |